لا ينكر أحد التأثير الكبير الذي أحدثه الفرنسي هيرفي رينارد على المنتخب المغربي في فترة حساسة يمكن اعتبارها بالانتقالية نحو العودة إلى الواجهة، كما لا يمكن أن نعفل العمل الكبير جدا و الإنجاز التاريخي الذي لن يتكرر الذي قام به وليد الركراكي مع أسود الأطلس في السنوات الأخيرة.
في هذا الموضوع نقدم أوجه الاختلاف بين المدربين من الناحية الفنية و طريقة التعامل مع اللاعبين، هذه المقارنة سأقوم بتطبيقها أيضا مع بروفايلات أخرى.
أولا من حيث الأسلوب التاكتيكي، يعتمد وليد الركراكي على التنظيم الدفاعي الصلب والهجمات المرتدة السريعة، كما أنه يوظف اللاعبين بشكل مرن ويعتمد على الروح الجماعية، إلا أن هذه الخطة لا تعطي أكلها كثيرا مع المنتخبات الصغيرة، الأمر الذي جعل المنتخب يقدم مونديال للتاريخ فيما وجد صعوبة أمام منتخبات إفريقيا.
فيما الفرنسي هيرفي رونار، يعتمد على القوة البدنية والانضباط التكتيكي، و اللعب أكثر على الجانب الهجومي والذي يترك فراغات في خط الدفاع، يعتمد على التحفيز كثيرا و اللعب على شحن عواطف اللاعبين، لكنه كان يواجه صعوبات في الاختراق الهجومي أمام المنتخبات المتكتلة، ما جعله لا يحقق نتائج جيدة مع المنتخب الوطني المغربي في كأس العالم بروسيا، وحتى في كأس إفريقيا، إلا أنه مدرب هجومي بامتياز ولا يخاف الخصم مهما كان اسمه.
من حيث الشخصية والتعامل مع اللاعبين، طريقة الركراكي، هي أن يكون قريبا جدًا من اللاعبين، يشجعهم بروح الأخوة، ويعرف كيف يحفزهم نفسيًا، وهذا ما جعل المنتخب المغربي يعيش استقرارا كبيرا في الفترة الأخيرة، بحيث لم تكن هناك اصطدامات بين اللاعبين أو بين المدرب و اللاعبين.
فيما هيرفي رونار، مدرب صارمً ومنضبط، لكنه في بعض الأحيان لم يكن قريبًا من اللاعبين بنفس الطريقة التي كان عليها الركراكي، لكنه أكثر صرامة وحزم في التعامل مع بعض المواقف ولا يمكن أن يسمح بحدوث بعض الانزلاقات كما حدث مع موضوع حكيم زياش في فترة سابقة.
