المنتخب المغربي يطيح بنسور قرطاج

انتصار مستحق للأشبال أمام نسور قرطاج بنتيجة 3-1، أكد به المنتخب المغربي اقل من 20 سنة علوّ كعبه في مباراة أظهرت النضج التكتيكي والفعالية الهجومية للأشبال، بعد التعادل مع منتخب نيجيريا.
اللقاء الذي شهد أداءً متوازنًا بين الشراسة الهجومية والانضباط الدفاعي، منح الجماهير المغربية مزيدًا من الأمل والثقة في قدرات منتخبها الوطني، من أجل مواصلة الرحلة الأفريقية على أرض الفراعنة بنجاح، من أجل تحقيق نتيجة إيجابية ولما لا اللقب الأفريقي الذي غاب عنا منذ 1997.
أعجبت كثيرا بالأداء الذي قدمه الأشبال في هذه المباراة و التي قبلها أمام نيجيريا، وكأننا بدأنا نتعلم اللعب الإفريقي بكل خبثه، المدرب محمد وهبي دبر مباراة نسور النيجر بذكاء رغم الانتقادات التي وجهت له بعدها، وغير أسلوب اللعب أمام نسور قرطاج، في اللقاء الأول لعب بحدر و في الثانية أخذ المبادرة، كل مباراة حسب طبيعتها وهذا هو المطلوب، ندافع احيانا و نلعب ونهاجم أحيانا.
بالعودة إلى مباراة تونس التي كانت افضل من كينيا و نيجيريا من حيث الفعالية و الأداء، فمنذ الدقائق الأولى، بدا واضحًا أن كتيبة المدرب المغربي محمد وهبي دخلت بعقلية الانتصار، حيث فرضت أسلوبها وسيطرت على نسق اللعب، تحركات الأطراف كانت نشطة، وخاصة من الجهة اليسرى التي مثلت مصدر خطورة دائم على دفاعات الخصم، وأسفرت عن هدف أول مبكر أربك الحسابات.
خط الوسط المغربي لعب دورًا محوريًا في الربط بين الدفاع والهجوم، واستطاع التحكم بإيقاع المباراة من خلال تمريرات قصيرة دقيقة وتنقل سريع للكرة، هذا التوازن منح المنتخب الأفضلية الذهنية والتكتيكية على مدار الشوط.
مع بداية الشوط الثاني، دخل المنتخب المغربي في مرحلة تراخي و سهو كلفته هدف التعادل وكادت تمنح تونس فرصة التقدم، لكن الأشبال عادوا لرشدهم وواصل المنتخب المغربي ضغطه، ونجح في ترجمة أفضلية الاستحواذ إلى هدف ثانٍ جاء بعد سلسلة تمريرات سريعة كلفت تونس السقوط في خطأ مكلف، ردة فعل الأشبال كانت ناضجة، حيث أعادوا ترتيب الصفوف وتحكموا مجددًا في زمام الأمور.

الهدف الثالث الذي جاء في الدقائق الأخيرة، قتل طموحات العودة لدى الفريق الخصم، وكان نتيجة مباشرة لهجمة مرتدة سريعة، استغل فيها اللاعبون المساحات الخالية بحنكة كبيرة.
الأهم تحقق وهو المرور إلى الدور القادم، بطرق مختلفة و تحسن كبير في أداء المنتخب المغربي، خاصة الجانب الدفاعي، وعلى مستوى بناء اللعب و التنويع في الهجمات، خاصة من الأطراف و استغلال الضربات الثابتة أيضا، لكن المطلوب أن يبق الأشبال على يقضة عالية من الحزم و العزم في انتظار باقي المباريات التي ستكون صعبة بكل تأكيد.