حمل خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد لهذه السنة العديد من الرسائل المباشرة وغير المباشرة لامست العديد من القطاعات الحيوية والتي تهم المواطن المغربي .
وتبقى أهم نقطة أشار لها الخطاب الملكي السامي هي مسألة العدالة المجالية التي تشمل العديد من القطاعات الهامة في بلادنا تهم التسيير المحلي و تدبير الشأن العام ، من بينه القطاع الرياضي في ربوع جهات المملكة المغربية .
وفي هذا السياق ، وفي اعتقادي الراسخ فالتدبير الرياضي يندرج اليوم وفق القانون في إطار تدبير وتسيير المرفق العام وبالتالي فإن خطاب جلالة الملك في جزء منه أحاط بالتدبير العام لمفاصل الدولة بشكل عام بما فيها التسيير في المجال الرياضي .
ويمكننا مثلا أن نستنتج خلاصة مفادها أن الرياضة هي الأخرى لا يمكن أن تسير بسرعتين مختلفتين.
فإذا كانت كرة القدم بإعتبارها قاطرة الرياضة الوطنية الشيء الذي لا يجادله أحد خصوصا أن إدارتها العامة شهدت تطورا على مستوى الحكامة والشفافية وتحولت بذالك جامعة كرة القدم إلى مستوى المؤسسة المحصنة بالقانون وفق رؤية جادة لا تختزل التسيير والتدبير وفق رغبات شخصية أو نزوات ذاتية .
إذ لا يستقيم الحال أن يسير جزء من الرياضة بسرعة معينة برؤية ومنهجية واضحة .
ويبقى جزء من هذه الرياضة رهين إختلالات عنوانها الخلود والروتين الماضوي دون أفق ودون أدنى شروط التطور الذي من المفروض أن يواكب الظفرة الرياضية التي تعرفها بلادنا من خلال استعدادها لمحطات رياضية عالمية ستغير وجه المملكة .
جزء من الرياضة يخاف التجديد ويهاب الحكامة الجيدة ويتوجس من التداول الديمقراطي للمسؤولية.
جزء من الرياضة سجل بأسماء عمرت لعقود من الزمن شاخ من شاخ وضاعت أحلام شباب وأبطال.
بل هناك من هؤلاء الأبطال من تدرج في جميع الفئات العمرية من فئة الصغار إلى الكبار فوجد أمامه صور تؤرخ أن نفس الوجوه التي توجته بإحدى الميداليات في مرحلة الصغار هي نفسها التي توجته وهو في فئه الكبار . وهناك نتكلم عن تجديد النخب الرياضية المسؤولة.
يعتزل الأبطال وينتهي مشوارهم الرياضي ويظل المسؤولون عن جزء من الجامعات الرياضية يمسكون زمان هذه الجامعة الرياضية أو تلك
لا تزحزحهم سوى الموت الذي لا ينفع معه لا جاه ولا سلطان .
وبالتالي فإن جملة ..لا قبول لمغرب يسير بسرعتين…لها ما يبررها واقعيا في مجال التسيير الرياضي ببلادنا.
وهنا يبرز دور القطاع الوصي الذي ألف لعب دور التوجيه الصامت والحياد السلبي اللهم في حالات معزولة هنا أو هناك .
إذ أنه لا يكفي أن تصدر عن مديرية الرياضة مثلا مجموعة من المذكرات الخاصة بالتذكير بالجموع العامة وارتباطها بالحصول على المنح .
أو بعض المذكرات التي تحث الجامعات الرياضية على اعتماد الحكامة الجيدة في التسيير الإداري والمالي …الخ من النشرات المكتوبة التي توجهها المديرية للجامعات الرياضية دون أثر رجعي وواقعية فعال ودون إعطاء مفهوم حقيقي للمواكبة .
فمواكبة الجامعات الرياضية لن يستقيم فقط بالمذكرات الوزارية التي لا تقرأ في أحيان كثيرة وحتى إن تمت قرأتها فإن تنفيذ محتواها يبقى بعيد المنال لأن مفهوم تسيير المرفق العام غائب عن وعي جزء كبير من المسيرين الذين يندرجون في إطار سرعة السلحفاة التي أصبحت متجاوزة بقوة الواقع الذي لا يرتفع ..