رحيل وليد الركراكي عن المنتخب الوطني المغربي بين الواقعية و غياب البديل

رغم الاختلاف بيننا في طريقة تدبير وليد الركراكي للمنتخب الوطني المغربي من الناحية الفنية و الطريقة التي يلعب بها، إلا أن هناك عدة أسباب تدعو المدرب إلى الاستمرار مع المنتخب الوطني المغربي وعدم مغادرته في هذه المرحلة، في هذه المرحلة بالضبط، رغم بعض الأصوات التي ترى عكس ذلك، لكن مادامت النتائج موجودة و الأهداف محققة فإن الإبقاء على وليد هو الأمر المنطقي.

منذ تعيين وليد الركراكي مدربا للمنتخب الوطني المغربي حضر الاستقرار الفني والتكتيكي،وغابت المشاكل و التوترات التي حرمت المغرب في نسخ كثيرة من تحقيق بعض الإنجازات لأن الاستقرارًا أمر ضروري للاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية، أي تغيير في الجهاز الفني قد يؤدي إلى اضطراب داخل الفريق وتأثير سلبي على الأداء، خاصة وأن هذا الجيل أعده وليد من البداية وكان وراء اقناع كل هذه الأسماء التي نقول عنها اليوم نجوما لا يعرف الركراكي توظيفها، و الأكثر من ذلك، بل إن نقطة قوة وليد في البقاء لفترة أطول، هي تعلق اللاعبين به و التفافهم حوله، خاصة بعد الخروج من كأس أمم إفريقيا الأخيرة.

وليد الركراكي هو المدرب الوحيد في السنوات الأخيرة الذي وضع مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ،مشروعا طويلا الأمد، يهدف إلى تطوير المنتخب على المستوى القاري والعالمي، وذلك باقناع العديد من اللاعبين الشباب لتدعيم صفوف المنتخب وعدم ترك الفراغ كما حدث في فترات عديدة، وقد بدأت هذه السياسة تعطي تمارها، لذلك فإن مغادرته الآن قد تعطل هذا المشروع وتعيد المنتخب إلى نقطة البداية، فهذه الفترة شهدت أكبر اقناع للاعبين من ذوي الجنسية المزدوجة ولم يحدث هذا قط في التاريخ.

ومن جهة أخرى فإن وليد الركراكي يحضى بثقة كبيرة من اللاعبين والإدارة اللاعبون أبدوا ثقتهم الكبيرة في الركراكي، ويُنظر إليه كمدرب يعرف كيفية التعامل مع المجموعة وتحفيزها، كما أن الاتحاد المغربي لكرة القدم يدعمه حتى الآن، خاصة وأنه يحقق الأهداف التي تم الاتفاق عليها بعد تجديد الثقة به، بعد الاقصاء من كأس أمم إفريقيا الأخيرة.

وأمام كل هذا وفي حال قرر فوزي لقجع الانفصال عن وليد الركراكي فإن الجامعة ستسقط في فخ إيجاد البديل المناسب، من حيث القدرة على احتواء المجموعة و تفادي المشاكل، اضافه إلى أن مدرب جيد اليوم غير متاح، بل غير موجود لأن طموح المنتخب أصبح أكبر ، فالمدرب الذي سيقبل بتدريب المنتخب عليه قبول أهداف الجامعة و أولها تحقيق إنجاز كأس أمم إفريقيا و الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم القادم أو الربع على أقل تقدير، و لا أظن بأن مدربا سيقبل بهذه البنود، واذا ما تنازلت عنها الجامعة فإنها ستكون ضحية التراجع عن مكتسبات عالمية وعدم تطوير الطموحات لما هو أكبر، وهذا لن يفعله عاقل.