وليد الركراكي و الخلف الموعود بالمنتخب

من ايجابيات مباراة العودة المثيرة أمام منتخب النيجر، الأسماء التي اعتمد عليها المدرب وليد الركراكي في الشوط الثاني و تمكنت من قلب المباراة الصعبة، هذه الأسماء كلها تنتمي إلى المنتخب الأولمبي، عبد الصمد الزلزولي ثم إسماعيل الصيباري و بلال الخنوس، وهذه نقطة جد إيجابية لم ينتبه لها أغلب المحللين لكونهم منشغلون فقط بما هو سلبي.

لأول مره في تاريخ المنتخب المغربي يتم الاستفادة من اللاعبين الشباب، أو لنقل جيل الأولمبي الذي بصم على نتائج كبيرة، و يتم توظيفهم بالمنتخب الأول و منحهم فرص أكبر و بعدد جد محترم، وتأثير كبير، ما سيمنح المنتخب في المستقبل القريب جيل الخلف الذي سيكمل حمل مشعل تحقيق نتائج جيدة في المحطات القادمة، كأس الأمم الأفريقية و كأس العالم، وهذا أمر ايجابي ويجب أن ننوه به وبمن كانت لهم الشجاعة في منحهم فرص اللعب مع المنتخب الأول، وهنا لابد من التوقف عند العمل الكبير الذي قام به عصام الشرعي و استفاد منه وليد الركراكي، باستقدام و إقناع الكثير من الأسماء، بل و الاشتغال معها حتى أصبحت جاهزة بهذا المستوى.

في العام 2005 وبعد مونديال الشباب، الذي تواجد المنتخب المغربي للشباب بمربعه الذهبي بجيل أكثر من رائع حقيقة، مع العديد من الأسماء التي تشكلت في الغالب من الدوري المغربي قبل الاحتراف، لم نستفد من أي الأسماء، بل ضاع هذا الجيل بكامله، و اختفت أسماء كانت مرشحة للانتقال إلى أكبر الأندية، و ضاع المنتخب المغربي الأول في دوامة النتائج الكارثية بعد إنجاز 2004 مع بادو الزاكي في كأس إفريقيا تونس، بعد اعتزال جيل نور الدين النيبت و تراجع مستوى آخرين بسبب تقدمهم في السن، فأصبح كل من هب ودب، بل وكل من تشم فيه رائحة الاحتراف تتم المناداة عليه، فكانت الكارثة لسنوات.

كل المدربين الذين قادو المنتخب المغربي بعد بادو الزاكي لم يمنحوا فرص أكبر للشباب، وكانت لائحة المنتخب تتشكل غالبا من اللاعبين الكبار من ذوي الخبرة لكن من دون جدوى، حتى إن بعض الأسماء تم إعادتها للمنتخب دون أن تكون لها أي إضافة تذكر، وهمش أغلب الشباب رغم جودة ما قدمته أغلب الأسماء.

في السنوات الأخيرة وعندما كان الفرنسي هيرفي رونار مدربا للمنتخب المغربي، اعتمد على تشكيل واحد ضم في أغلب الأسماء، اللاعبين الذين نعرفهم جميعا، جيل من المع النجوم، حقق بهم التأهل لكأس العالم و لعب بهم في نسختين من كأس إفريقيا، لكن بعد رحيله لم نجد الخلف، كل هذه الأسماء كانت على مشارف الاعتزال أو اعتزلت، أمثال المهدي بنعطية و مبارك بوصوفة، كريم الأحمدي ثم نبيل درار و آخرون، ليتحمل وحيد حليلوزيتش مهمة إعادة هيكلة المنتخب رغم كل ما قيل، فالرجل قام بعمل كبير وحقق نتائج جيدة سيقطف تمارها وليد الركراكي، بعدما منح أغلب اللاعبين الذين صنعوا ملحمة قطر فرصة اللعب و الحصول على مزيد من الخبرة.

بدوره وليد الركراكي سار على الدرب نفسه و منح فرص اللعب للعديد من الأسماء الشابة التي ستشكل الخلف مستقبلا، وربط بذلك حلقة الوصل بين المنتخب الأول بالأولمبي، وهذا أمر جعل الكثير من الأسماء تختار اللعب مع المغرب، وحتى لو قدر لوليد أن يغادر فإن المدرب الذي سيخلفه لن يجد مشكلة في البحث عن الأسماء و اقناعها، بل اختيار الأفضل منها وحسن توظيفها فقط.