كلما أعلن الناخب الوطني وليد الركراكي عن لائحة المنتخب الوطني المغربي مهما كانت الأسماء التي تضم و الأندية التي تلعب لها، إلا ويخرج الكثيرون للحديث عن هذا وذاك، بعيدا عما هو تقني، لأن كل مدرب مهما كان و أينما كان سيختار الأسماء التي يراها هو مناسبة له، وعليها سيبني نجاحه أو فشله، وكذلك يفعل وليد، المدرب الذي صعد من القاع ليقود عرمرم من النجوم بكل اختلافاتهم و توجهاتهم، وهو العارف بمشاكل هذا المنتخب عندما كان لاعبا، ولا أظن بأن الركراكي سيكون غبيا ليضيع اللقب الذي يحتضنه المغرب، إلا إذا كان مجنونا وهذا أمر مستحيل لكوننا نعرف السيد عن قرب.
كل متابع أو منتقد _وما أكثرهم _بدون فائدة يرغبون في تلبية رغباتهم بتوظيف هذا اللاعب هنا و ترك الاخر هناك، بتوجيه الدعوة لهذا والتخلص من فلان، بدون أي نظرة تقنية أو معرفة كروية تمكنهم من الحكم على عمل المدرب، لأن الإنسان المثقف الناجح أو الكروي صاحب النظرة التقنية، بعيدا عن “العربزة” ،هو الذي يستطيع أن يقلل من “السلبية” و النظرة السودوية، والذي تكون له نظرة تقنية تحلل كل صغيرة وكبيرة كرويا بعيدا عن الاشباع العاطفي و تلبية احتياجات الجماهير التي تعودت على تغيير المدربين، لمجرد أداء أو نتيجة، في الأندية كما المنتخبات، ومنهم فئة كبيرة لا تحبد بقاء وليد مدربا للأسود رغم كل العمل الكبير جدا الذي يقوم به.
اننا اليوم أمام إعلام يريد فلان و يفهم طريقة لعب فلان، اننا أمام جمهور يفهم كلام مواقع التواصل الاجتماعي ولا يفهم الكرة في عمقها و تجلياتها، واننا كذلك أمام لاعبين يقال انهم من الحرس القديم يفتون و يتفلسفون لمجرد لعبهم مباراة أو مبارتين في فترة حالكة لا أحد يريد تذكرها، أما عصارة علماء الكرة و عرابوها من اعلام و لاعبين فهم بعيدون كل البعد عن الضجيج الكروي المسموع اليوم في كل المنابر، منهم من فطن لأن يكون مدربا يقود ناديا أو منتخبا، وقد بدأت الخطة تعطي تمارها، ومنهم من يسير في درب التكوين ليكون في الغد مكان وليد أو الحسين أو السلامي و آخرون..، وهؤلاء هم الذين يعول عليهم لتطوير الكرة المغربية على أرض الواقع وليس من المواقع.
اننا_ وأمام هذا الواقع _الذي عشناه كثيرا مع وحيد حليلوزيتش والآن مع وليد الركراكي، علينا أن نتجرد من العاطفة الهدامة، لأن انتقاداتنا أصبحت تحمل لون الانتماء للفريق أكثر من الوطن، فالإنجاز سيحسب للمغرب وليس لوليد وكذلك الاخفاق، لأن المدرب سيحمل حقائبه و يكتب تدوينة وداع ثم يغادر، ومن اليوم الثاني ستتقاطر عليه العروض من كل صوب، لكن المنتخب سيتيه و يتشتت و يضيع عمل وحيد و وليد ونعود لسنوات المعاناة و التركيبة الرباعية و المدربين الفلكيين.
أنا لا ادافع عن وليد ولن ادافع عنه، ولكن الذي لا يعجبني هي ردة فعل الجمهور الذي لم تعد تعجبه أي نتيجة ولا أي تشكيلة، و ما يهمه هو أن يلعب فلان الذي ينتمي إلى فريقه مهما كان مستواه، وأن يستدعي أسماء تنتمي إلى هذا الفريق أو ذاك، ولا إلا على وليد الرحيل فورا.
انا لا ادافع عن الركراكي ولكن من العيب أن نسمح لأفكار مواقع التواصل الاجتماعي، بأن تتسلل إلينا دون معرفة فاحصة للمقصدية و الهدف الخفي، و نساهم أيضا بأن تسيطر على مسار المنتخب و تفرض بعض الأسماء على المدرب، فلكل منا دوره وعلى الجميع احترام ذلك، المشجع دوره هو التشجيع وعدم التدخل فيما هو تقني، وكذلك المحلل، عليه أن يحلل بكل تجرد و موضوعية بعيدا عن العاطفة الهدامة، الصحفي و الإعلامي عليهما نقل المعلومات بدون تحيز أو تهييج لجهة على حساب الأخرى، كما أن المدرب عليه الإجتهاد أكثر و أكثر من أجل كسب التحدي الذي نراهن عليه، وإذا ما احترمنا كل تخصص دون التدخل في عمل الآخر، سننجح وفي جميع المجالات وليس في كرة القدم فقط.